في ذلك الجو نفسه، في تلك البيئة نفسها، بين تلك الأمة المتواجدة في مكة، هناك أيضاً تعطش وإظهار للرغبة بنيل شرف الهداية الإلهية والرسالة الإلهية، بما أنَّ أهل الكتاب كانوا في أصقاع أخرى ومناطق أخرى يحاولون أن يتطاولوا على الناس من حولهم بأنهم هم أهل الكتاب، وفيهم الرسل والأنبياء، كان العرب في مكة وكانت قريش تتمنى لو أنَّ الله يبعث فيها رسولاً، أو يجعل فيها كتاباً، بل نقل القرآن الكريم فيما يتعلَّق بهذه الأمنيات قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ}، كانوا في أمنيتهم وفي رغبتهم التي يظهرونها في أن يأتي منهم نذير، وأن يحظوا بهذا الشرف الكبير، وألا يبقوا في حالة الأمِّيَّة التي يعيشونها: لا كتاب لهم، لا نبي لهم، لا مشروع لهم، كان يصل بهم الحال أن يقسموا بالله
اقراء المزيد